قتل ثلث شعبه لتخليصهم من "حالة اليأس".. من هو؟؟

19.05.2021 | 01:37

في 19 أيار عام 1928 ولد بول بوت، ديكتاتور كمبوديا، زعيم "الخمير الحمر" والذي يعتبر الاكثر وحشية في العالم حيث قتل ثلث شعبه في غضون فترة حكمه التي لم تدم أكثر من 3 سنوات ودون ان يتعرض لمحاكمة.

لقب بول بوت بعدة أسماء منها الأخ رقم 1 والعم الأكبر، وكان الحاكم الفعلي لكمبوديا منذ منتصف العام 1975.

بعد حرب أهلية استمرت 5 سنوات أسقطت قوات الخمير الحمر المعبأة بأفكار متطرفة ذات صبغة شيوعية ماوية حكم الجنرال لون نول الموالي للولايات المتحدة، وسيطرت على العاصمة بنوم بنه في 17 نيسان العام 1975، وفُتحت من ذلك التاريخ أبواب الجحيم في هذا البلد الواقع جنوب شرق آسيا في شبه جزيرة الهند الصينية.

استقبل شعب كمبوديا المنهك بالفقر وبالفساد وبالغارات الجوية الأمريكية على المناطق المحاذية لفيتنام "المحررين الجدد" بفرح غامر، لكن ذلك لم يدم طويلا، وسرعان ما غمر الجميع رعب لا حدود.

أعلن حكام كمبوديا الجدد بزعامة بول بوت أو "الأخ رقم 1" بدء "التجربة الثورية" بهدف "بناء مجتمع شيوعي خالص" يتكون من الفلاحين.. مجتمع مكتف وغير مرتبط بأية عوامل خارجية.

اختفت إثر ذلك دولة كمبوديا من الوجود، وظهرت محلها دولة "كمبوتشيا" الديموقراطية، واستكمل بذلك أحد أكثر الأنظمة قمعا ووحشية في التاريخ الإنساني أركانه.

مرت "التجربة الثورية" في كمبوديا بمراحل عنيفة بدأت بطرد جميع سكان المدن إلى الأرياف وإجبارهم على العمل في الزراعة، بما في ذلك 2 مليون شخص كانوا يسكنون العاصمة بنوم بنه، وإلغاء التعامل بالنقود، وحظر التعليم وتحويل المدارس والجامعات إلى سجون، وحظر تام على ممارسة الشعائر الدينية، وحظر اللغات الأجنبية والقضاء على مسؤولي وعسكريي النظام السابق وتصفيتهم جسديا.

أجبر نظام الخمير الحمر الكمبوديين على العمل في مزارع جماعية بأدوات بدائية لمدة تمتد من 12 – 14 ساعة يوميا، وبنظام تغذية قاس، وقام بحرق منازلهم حتى لا يجدوا مكانا يلجؤون إليه، وحظر الصيد ليتفرغ المواطنون للزراعة والكدح.

حُرم الشعب الكمبودي في فترة حكم الخمير الحمر من أبسط حقوقهم، فلم يكن مسموحا لأفراد الشعب بالخروج خارج مجمعاتهم السكنية، كما لم يكن مسموحا لهم بإجراء مناقشات حوارية بعضهم مع بعض، وكان تجمع أكثر من ثلاثة أشخاص بالشارع يتم اعتباره تجمهرا عدائيا ويعرض أصحابه للمحاكمة؛ كما كانت العلاقات الأسرية منتقدة بشدة، ومنع الناس من إظهار الحد الأدنى من الشفقة، أو المودة وحس الفكاهة، وتم أمر جميع أفراد الشعب أن يؤمنوا ويطيعوا ويولوا ولاءهم واحترامهم فقط إلى قادة الحزب الشيوعي.

تسببت الممارسات الوحشية في مقتل الكثيرين إعداما وبسوء التغذية وسوء الرعاية الصحية، ولقي نحو 3 ملايين شخص حتفهم بين عامي 1975 – 1979، أي اكثر من 30 % من سكان كمبوديا البالغ تعدادهم آنذاك 8 ملايين نسمة.

كما تعرضت جميع الأديان في كمبوديا للحظر تحت طائلة الموت وتم تدمير المعابد البوذية والكنائس وجميع مساجد كمبوديا وعددها 180 ولم يبق من 40 ألف مسلم على قيد الحياة في محافظة كامبونج تشام سوى 4 أشخاص بعد سقوط نظام الخمير الحمر.

وأعلن الأخ "رقم 1" في ايلول من عام 1977 أنه نجح تماما في تخليص كمبوديا من ألفي عام من اليأس!.


تابعونا عبر حساباتنا على شبكات التواصل تيليغرام  ، فيسبوك ، تويتر.


ترك بول بوت كمبوديا في عام 1979 في حالة من البؤس الشديد والخراب، مخلفا 142 ألف مُقعد، و200 ألف يتيم، وبلدا تحت الركام، دمرت فيه أكثر من 600 ألف بناية بما في ذلك 6000 مدرسة و1000 مستشفى ومركز صحي، و1968 معبدا بعضها تم تحويلة إلى حظائر للخنازير ومستودعات ومعتقلات.

وفي نهاية المطاف فر بول بوت والمقربون منه إلى الأدغال بعد أن سحق الجيش الفيتنامي قواته وسيطر على كامل كمبوديا منهيا حكم نظام الخمير الحمر.

توارى "الأخ رقم 1" عن الأنظار وتوفي بقصور في القلب في عام 1998 بمخيم لفصيل من بقايا الخمير الحمر دون ان يحاكم عن جرائمه.

سيريانيوز



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved